JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

نأسف لهذا الخطأ.. أم لهذا الحب!





أن تحب من طرف واحد.. هذا يعني أنك تضرب صفرا في عدد كبير، وتنتظر رقما مذهلا!.
إن الحب من طرف واحد مثل هذه العملية الحسابية، فمهما كان الرقم كبيرا، وضربته في صفر، فلن تحصل في النهاية على ناتج.. سوى هذا الصفر.

مهما كان الذي تفعله من أجل طرف آخر، فهذا لن يغير مشاعره ولن يبدلها، وعلى كل إنسان أن يفهم أن هناك أناسا يحبوننا بشكل مختلف، وهذا لا يعيبنا ولا ينقص منا شيئا، هناك من يحبوننا مثل آبائنا وإخواننا.. وأصدقاءنا، وحيواناتنا الأليفة!.. المهم كي نكون سعداء، علينا أن ندرك أنه ليس بإمكاننا أن نتحكم في أشياء ليست ملكنا.. هذه الأشياء هي مشاعر الآخرين.

والحب من طرف واحد.. يحتاج إلى قلب كبير كي يحمله، ونجم كبير أيضا كي يتقمصه، هذا النجم هو سعيد صالح.

لقد أدى سعيد صالح شخصية "صادق" في هذا الفيلم، بصدق شديد، وشكل مختلف في طبيعة تمثيله التي اعتاد عليها الناس منه.

يحب "صادق" جارته "سناء".. تجمعهما علاقة ود منذ فترة طويلة، لكنه لا يقوى على مصارحتها بمشاعره الحقيقية، هو فقط يدور في فلكها طوال الوقت، لكنه قرر أن يصارحها، ففاجئته: " صادق.. إنت فهمتني غلط"

صادق: فهمتك غلط إزاي؟! .. مش فاهم

سناء: أنا حاسة بشعورك من زمان.. وإنت كمان عزيز عليا.. لكن...

صادق: لكن إيه؟

سناء: الجواز يا صادق حاجة تانية.. وبصراحة أنا...
صادق: متقبليش تتجوزيني!

سناء: لا.. أنا مقدرش أقول لا.. لكن لازم تديني فرصة أفكر

صادق: ماشي .. يوم.. اتنين.. أنا تحت أمرك

سناء: أكتر يا صادق.. عشان خاطري

صادق: فهمت.. على العموم هي قسمة ونصيب

سناء: استنى علشان خاطري.. افهمني

صادق: ما أنا فهمتك خلاص وكان لازم أفهم من زمان.. عن إذنك

سناء: صادق.. أرجوك أنا محتاجالك..

صادق: أنا تحت أمرك

سناء: زعلان مني؟

صادق: مش ده المهم.. نعم؟

سناء: ممكن نفضل أنا وإنت إخوات زي الأول

صادق: اللى بيحب عمره ما يكره يا سناء!

هذا هو الحب الحقيقي الذي يسحر فعلا، أن تحب دون مقابل، دون توقعات.

نعم، إنه شعور مؤلم أن ترى حبيبتك مع شخص آخر، لكن في الحقيقة، إذا كنت تحبها حقا، فأنت ستكون سعيدا لرؤيتها مع هذا الشخص الذي تحبه!.

لقد قدم "صادق" يد العون والمساعدة لـ"سناء" حتى بعد رفضها له، ووظفها في مكتب المحامي "عصام" صديقه الذي يعمل معه، وكما هو متوقع، لقد وقع عصام في حبها ووقعت هي الأخرى في حبه.

كان "صادق" سعيدا وهو يراهما معا، نعم، إنه يعتصر في داخله، لكنه الحب هو الذي يحرك كل تصرفاته، فهو مستعد أن يفعل أي شيء، من أجل أن يرى الابتسامة على وجه حبيبته حتى لو كانت هذه الابتسامة ستضطره أن يزوجها لشخص آخر.

إن هذه المشاعر التي جسدها سعيد صالح في هذا الفيلم.. هي أنقى أشكال الحب.. حتى عندما اتهموا "سناء" في قضية دعارة، لم يسألها هل فعلا مظلومة أم لا، لم يعط فرصة لخياله أن يفترض ذلك، أو يطرح حتى السؤال، كان الوحيد الذي وقف بجانبها ودافع عنها بعدما تخلى الجميع عنها، بينما حبيبها "عصام" المحامي، ذهب ليسألها في النيابة: "إزيك يا سناء"

سناء: كويسة أوي

عصام: اقعدي عشان نتكلم

سناء: نتكلم في إيه.. إنت إزاي لسة مخرجتنيش من هنا

عصام: أنا قريت المحضر يا سناء

سناء: قريت المحضر!.. قريته بنظرتك للورق.. ولا بنظرتك ليا!

عصام: أنا قريته بعين المحامي.. اللى جاي دلوقت يسألك سؤال

سناء: سؤال!.. اوعى تسأل السؤال ده أرجوك.. السؤال ده إنت اللى لازم تجاوب عليه

عصام: أرجوكي عاوز أتأكد

سناء: تتأكد!.. معنديش رد على سؤالك.. وبكده تبقى الزيارة انتهت.

إن قصة هذا الفيلم.. ليست فقط عن الحب من طرف واحد.. أو التضحية من أجل الحبيب.. ولكنها عن الثقة في الشخص الذي تحبه، فعندما كشفت النيابة عن براءة سناء، ذهب "عصام" ليطلب السماح منها، وفي مشهد النهاية الذي أعتبره من أجمل المشاهد السينمائية، أخبرته بأنها لا تستطيع أن تسامحه.

عصام: سناء أنا متأسف وجاي أعتذرلك قدام كل الناس

سناء: إنت ف يوم من الأيام عاهدت ربنا إنك تدافع عن المظلومين لكن ف قضيتي عملت قاضي وحكمت عليا حكم واجب النفاذ

عصام: بس فيه حاجات كتير أوي استجدت

سناء: بس للأسف معاد الاستئناف فات

عصام: سناء.. بس لو كنت جاوبتي على سؤالي لما جتلك السجن

سناء تتجه نحو صادق وتربت على كتفه: صادق وقف جنبي من غير ما يسألني.

وينتهى الفيلم بهذا المشهد.. لتكون الرسالة المؤكدة من هذا الفيلم، هي أن الثقة أساس الحب الحقيقي.

فيلم "نأسف لهذا الخطأ" ١٩٨٦
فارق الفيشاوى- سعيد صالح- بوسي- إلهام شاهين
تأليف محمد رجب وشريف المنياوى- إخراج حسن سيف الدين






الاسمبريد إلكترونيرسالة