JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

رسالة إلى حبيبتي العاهرة




يرتاح الإنسان عندما يتقيأ، لكن الشعور بالرغبة في التقيؤ.. غير مريح.

إنه شعور مقرف؛ فأحاسيس الحلق المحترق من الطعام الذي لم يهضم جيدا، واللعاب الساخن في الفم، وتقلص المعدة ودورانها من الداخل، مع الأنفاس التي تخرج ببطء، أحاسيس كافية، أن تقرف الإنسان.. ليس من كل شيء حوله فقط، بل من نفسه أيضا.

وأنا الآن.. كذلك.

أشعر بالغثيان وأنا أكتب لك، هذا الغثيان سببه أنت.. وربما تكون تلك الكلمات دوائي؛ أي أقدر من خلالها أن أستفرغك، وأطردك من داخلى، حتى أرتاح.

أعرف أن الأمر صعبا، يستلزم عرقا ودموعا؛ لأن لا أحد يتقيأ، لا يعرق، أو لا تدمع عينه، إنها تجربة بائسة.. أن تطرد الطعام من داخلك؛ فعملية صعود الطعام من المعدة إلى الحلق.. ودفعه إلى الخارج، أشبه بعملية انتحارية، ترتخي فيها كل عضلات الجسم، بينما الرقبة مخنوقة، مشدودة، والإنسان لا حول له ولا قوة.

 ما بالك بقى.. إذا أراد الإنسان.. الذي هو أنا، أن يطرد إنسانا آخر من داخله.. الذي هو أنتِ؟!.

أنتِ عاهرة، والعاهرة ليست التي تبيع جسدها، إنه تعريف كلاسيكي.. لا أعترف به، العاهرة في نظري هي التي تمشي وتتراقص على جثة قلب، عذبته وأضنته وأمرضته.. وقتلته بيدها.


 حبيبتي العاهرة، أعرف جيدا أنك إنسانة عملية جدا.. وسطحية جدا، لا تعطين اهتماما وبالا للمشاعر والقلوب وهذه السخافات، لكني أطلب منك الآن -وساعديني في ذلك- أن تقرئين رسائلي إليك، بمشاعرك.. لا بالكلمات، بقلبك.. لا بعيونك؛ لأني أحتاج إلى لحظة صدق بيننا، أصل من خلالها إلى نقطة الخلاص. الخلاص منك.

(1)
لم أطلب شيئا من الدنيا سوى أن تحبيني، وحقك أنك لا تحبيني، لكنك كنت قريبة مني إلى الدرجة التي كنت لا أستطيع أن أرى فيها سواك، وكنت قريبا منك إلى الدرجة التي لا يمكن أن ترين فيها سواى، والمذهل أنك لم تلحظيني، أو لاحظتيني ورأيتيني.. ولم أملأ عينيكِ.

لكنك وبرغم ذلك، بقيتِ بجانبي واقتربت أكثر فأكثر، وجلستِ ومددتِ قدميك وأصابعك في كل أنحاء جسدي وجوارحي، كأنك تتعمدين إذلالي وإنهاكي وإرهاقي، أو كأنك تنتشين من تصرفاتي كعاشق لك، يهيم بك، يدللك، يدور حولك كفراشة، بينما أنت أميرة في مملكة.. مملكة رعونتك وهيافتك.

(2)
أنتِ عاهرة، لا شيء آخر سوى عاهرة، لأن الفتاة التي تبقى بجانب إنسان يحبها وهي لا تحبه، لا تكون إلا عاهرة.. أنانية، لا ترى إلا نفسها.

وأنا أشفق على من سيقع في غرامك بعدى، وأحزن جدا على مصير من سينالك مستقبلا، وهذه شهادة مُحب، أحب أن أوثقها للزمن، أكشف فيها عن صفاتك التي أدركتها عندما تحررت من أسرك قليلا.



أكتفي بهذه الرسالة.. الرسائل المقبلة.. سأكشف فيها عورتك وصفاتك.. وأكشف فيها حماقتى.

الاسمبريد إلكترونيرسالة