JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

الحب من أول نظرة.. أكبر كذبة



كنا في العام الأول الجامعي.. بطريقة ما وبعد إلحاح.. اقتربت منها.. وبدأت قصة غامضة بيننا.

اعترفت أنها تحبني بعد أسبوعين من تعارفنا.. واعترفت لها بأنني معجب فقط.. وذلك لأنني لا أثق في مشاعري بسهولة.

كانت صدمة بالنسبة لها.. لأن تصرفاتي معها لم تكن توحي إلا بالحب العميق فعلا.

مرت أسابيع.. وسألتني: أمازلت معجبا فقط؟

كانت إجابتي قاطعة وصادمة أكثر.. وهي أنني أرفع راية الاستسلام.

وانسحبت من حياتها بلا مقدمات.

وقتها.. جُنّت الفتاة.. شتمتني.. مسحت بكرامتي الأرض.. قالت إنني لا أعرف عن الرجولة شيئا.. وهددتني بالفضيحة.. وقالت إنها ستخبر كل الدنيا بأنني قذر ولعبت بمشاعرها.

وفي الحقيقة.. الحق لم يكن معها.. وإن كنت في قرارة نفسي أعترف بأنني ظلمتها.. أما الحقيقة التي لن يفهمها أحد.. أن الأمر من بدايته إلى نهايته لم يكن بيدي.. لكنه بيد هذه الآلة الخفية التي تفيض بالحالات الشعورية داخلنا.. والتي لا يمكن للإنسان أن يستنفرها أو يكبحها.

فحكايتي معها بدأت عندما رأيتها لأول مرة في الكلية.. لا أعرف ما الذي حصل.. لكن أقرب وصف لما حصل.. هو أن ماسا كهربائيا قد صعقني.. أو أنني قد دخلت في مجال مغناطيسي جاذب لا يمكنني الفرار منه.. فهي فتاة مثل أي فتاة.. لا تتميز بأي شيء عن غيرها.. لكنها صارت تراوغ مخيلتي.. وتتردد صورتها في كل مكان آوي إليه.. وتتطورت مشاعري لدرجة أنني كنت أهتز إذا سمعت اسما مثل اسمها.

كل هذا وأكثر.. وقع داخلى بلا استئذان.. والأهم من ذلك.. أنني كنت صادقا.. أو بمعنى أصح.. كنت أظنه صادقا.. لكنه ضاع في مهب الريح وذاب في لحظة لا أجد لها تفسيرا.. سوى أنني كنت أعيش في وهم.. فوق وهم.. تحت وهم لا مثيل له.

وكان وهما لا مثيل له.. لأنه سيطر على جهازي العصبي.. اخترق مراكز الحس.. تحكم في نبضات القلب وإفرازات الغدد.. وكنت عندما أسأل نفسي ما الذي أصابني؟ كنت لا أجد تفسيرا؟ كنت أسأل ما الجميل فيها؟ كنت لا أجد إجابة.. كنت لا أعرف شيئا سوى أنني منسحق نحوها.. وهذا غير طبيعي.. لكني أقنعت نفسي بكذبة كبيرة.. هذه الكذبة.. هي الحب من أول نظرة!.

والحب من أول نظرة.. أكبر كذبة في تاريخ الإنسان.. وهم شنيع.. فلا يوجد شيء اسمه الحب من أول نظرة.. الحب يحتاج إلى ألف نظرة وألف كلمة لتتحقق منه..فكل ما عشته وتفاعلت معه قبل أن أعرفها وأقترب منها.. قد ضاع وذاب وتلاشى.. لا لشيء إلا لأنها لم تكن على الصورة التي رسمتها في خيالي.

الاسمبريد إلكترونيرسالة