JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
Accueil

أتباع ناصر والسنوار.. وجهان لنكسة واحدة


تخيل معي سيناريو غير لطيف، أن تستيقظ صباحا على قصف إسرائيلي للعمق المصري الآمن، أي في بيتك بضواحي الجيزة مثلا، يحيل عائلتك إلى أشلاء.

رد فعلك ماذا سيكون؟ بل السؤال الأدق: على من ستلقي المسؤولية؟ ومن ستدين؟ العدو الذي هو معروف بعدوانيته وله عقيدة توسعية استيطانية؟ أم الحارس الأمين الذي طمأنك بأنه قوي وسيحميك من أي مخاطر؟
أليس من البديهي أن ندين وقتها القيادة بأنها خانت الأمانة عندما فشلت منظومتها التي منحناها الامتيازات والثقة الكاملة من قوت الشعب مقابل الحماية والإدارة، لكنها سمحت بوصول الموت إلى الأطفال والبيوت في غرف نومهم؟
أنا هنا لا أتحدث عن كارثة إنسانية أو اختراق أمني أو هزيمة عسكرية كأي حرب، بل أتحدث عن عقد اجتماعي بينك وبين هذه القيادة. السؤال: من فسخ هذا العقد الآن؟
أعني أنه من البديهي تاريخيا، أن المساءلة للنظام السياسي والمؤسسة الأمنية هو لب الموضوع ولا يجب أن نحيد عنه.
لكن للأسف، وكما يثبت التاريخ والحاضر الذي نعيشه اليوم، غالبا ما يتم الهروب من هذه المساءلة بتزييف الوعي الجمعي.
يبدأ التلاعب اللغوي فتتحول الهزيمة إلى نكسة أو كبوة، والإبادة ثمن المقاومة، والدمار الشامل يتحول بقدرة قادر إلى صمود، بينما تنقلب الآية بدلا من المساءلة عن الفشل إلى تطبيل وتمجيد لروح المقاومة والوطنية والمهلبية!
هذا هو المنطق الخسيس الذي تمتع به أتباع خطاب عبد ناصر قديما، وأتباع نهج "السنوار الحمساوي" حديثا، فكلاهما وجهان لنكسة واحدة.
كلاهما يتبنى هذا الخطاب، كلاهما يقدم الشعارات على الإنسان.
خطاب يرى في المواطن وقودا لمعارك، يرى فيه مجرد موضوع للخطاب الدعائي للنظام، مجرد رقم في قائمة شهداء وجرحى ومكلومين ومهجرين أبطال!
ولا يهم من الذي نجا، المهم أن ينجو القائد من المساءلة تحت عباءة البطولة التاريخية المزورة.
هذه هي حقيقة النكسة المتكررة، التي سأبقى وسأظل كشاب بسيط ضدها بكل ما أملكه من أدوات، حتى لو كان الجميع ضدي، فلن أخون ضميري ولن أغلب على عقلي.
author-img

محمد محمود ثابت

Commentaires
    Aucun commentaire
    Enregistrer un commentaire
      NomE-mailMessage