JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
Startseite

هي والمطر

 


المطر ساحر..

وسحره في غموضه..

 لا أحبه.. وفي نفس الوقت لا أكرهه..

 لا أحب مثلا مشهد الكلاب والحيوانات الضالة وهم يركضون في الشوارع للاختباء..

لكني لا أكره كآبته وظلامه، لأنهما يعطياني بعض الإحساس.. بالسلام والهدوء.

نعم

إن أكثر ما يضايقني، هو أن تلمسني المياه وأنا أرتدى الملابس.

ولكني لا أعرف كيف لم أكره تلك اللحظة وأنا أمشي تحت المطر معها!

إنه شعور مختلف في الحقيقة.. لحظة لا يمكن وصفها وأنت تمشي بكامل إرادتك.. سعيد.. لمجرد أنك مبتل مع أحدهم!.

نعم

المطر مزعج وغير مريح.. لأنه يفسد كل الخطط.. ويؤجل المواعيد الهامة.

لكنه يدب بقطراته ليجدد حيوية الطبيعة، فأنت ترى الأنهار الراكدة تستعيد تدفقها، وأوراق الشجر تتنفس مجددا، وقوس قزح ينبض بالحياة، والأرض كأنها تتشكل في نعومة من جديد.

نعم

المطر سجّان.. يحبسنا في بيوتنا.. يقيد حركاتنا..

يغتال الشمس، يطمس نور النهار، يغرق الشوارع في بحر الظلام، ويلفها بظلاله الكثيفة.

 لكنه يحرر العشاق..

فالمتطفلون والمتلصصون.. هاربون في بيوتهم، لا وجود لهم، أي لا وجود لعيون فاجرة وسليطة ترقبنا ونحن نمسك أيدي من نحبهم!.

نعم

إن المطر يفسد هيئتنا، ويحولنا إلى أشباح مبللة.

 لكني أذكر بكل صدق، وجهها وهو منقوع في قطرات المياه، ورموشها المتلاصقة في بعضها البعض كأنها أجنحة رقيقة لفراشة تتلألأ في وئام، وبعض شعرها الذي فلت من تحت الحجاب ليتنفس تحت المطر مثل زهرة.. فكان شكلها جميلا.. ومثيرا للغاية.

إننى أكره برد الشتاء..

ولكني لا أكره هذه الرجفة البسيطة الخفيفة التي لا يمكن السيطرة عليها، والتي جعلتني ألفها جيدا بذلك الشال الذي ترتديه، وهي فرصة منحنى المطر إياها.. كي يقترب وجهي من وجهها، وأحصل على قبضة كافية لملامسة جسدها وهو يرتجف مبتلا!.

author-img

محمد محمود ثابت

Kommentare
    Keine Kommentare
    Kommentar veröffentlichen
      NameE-MailNachricht