JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
Accueil

على هامش حواري.. مع المزعج «سيد القمني»

محمد محمود ثابت مع سيد القمني في منزله بمدينة العاشر من رمضان/ تصوير ابنته 

سيد القمنى ما زال يتكلم، ما زال به روح وعقل ولسان، اختبأ سنوات «تحت السرير» بعد تهديدات القاعدة بقتله والتمثيل بجثته أمام الجميع، الآن يخرج «القمنى» ويعود لإطلاق أفكاره مرة أخرى بعد أن خلعها كمن يخلع الملابس الداخلية -ببساطة- أمام أول «قلم على وجهه»!. 

لكن يبدو أن سيد القمنى يشعر بالأمان حاليا؛ لا يمكن أن يتجرأ ويلبس وينزل من بيته - بمدينة العاشر من رمضان- إلى قناة «أون تى في» بمدينة الإنتاج الإعلامى، إلا إذا قال له أحد: «أنت الآن في أمان، يمكنك العودة»؛ لأنه يخاف جدا على نفسه وعلى بناته، هكذا قال لى عندما قابلته: «أحب بناتى، مالهمش غيري، وماليش غيرهم، طظ في كل فكر وكل رأي أمام شعرة منهم»، يخاف إلى أقصى حد، ويكرر دائما: «هذه نقطة للدردشة وليست للنشر»، وقتها عرفت أننى أمام مفكر متردد، خوّاف، والمفكر إذا توقف عن إطلاق أفكاره وآرائه، في هذه اللحظة، أعرف أنه انتهى؛ لأن اقتحام الجبال والطرق الملغّمة -فقط- ما يحافظ له على الحيوية والحياة. 


لماذا عاد سيد القمنى إلى الأضواء؟

عندما سألته مرة: «هل ستعود؟»، قال حاسما: «لا، أريد أن أعيش في هدوء، أنا الآن في آخر حياتى»، نظرت إلى عينيه، انتبهت له بشدة، فشعرت أنه ضاق بكل شيء حوله، حتى إنه يضيق بـ«سيجارة»، لا يطيق الانتظار إلى آخر نَفَس، يرميه ثم يعاود إشعال آخر من جديد.

لم أصدّقه بالطبع، فهو مصاب بانتفاخ الذات، يردد ضمير«أنا» ثلاث مرات كل دقيقة، يقول صارخًا: «أنا أحذر من الإخوان طوال حياتى، ولم يسمع أحد لى، خلاص اشربوا»، «اللى بيقوله إسلام بحيري أنا بقوله من زمان، مفيش جديد فيه»، وهكذا، يردد ويصرخ، كأن أحدا لم يواجه الجماعات الدينية غيره، ولا أحد حمل لواء تجديد الخطاب الدينى سواه، وهذا ما يفسر لى ظهوره مع يوسف الحسينى في هذا التوقيت، لأنه يريد أن يطفو فوق أزمة إسلام بحيري، فينال منها، يسب الأزهر، يشتم علماءه، يثير الجدل، يهاجمه الشيوخ، ثم يعود مرة أخرى «تحت السرير»، مثل الأطفال الصغيرة «يضرب ويجرى»، المهم أن تكون الأضواء عليه، هذه صفات المنتفخين!. 

ما قيمة سيد القمنى الفكرية؟ 

سيد القمنى «مزعج»، ليس نبيا ولا مفكرا مبهرا، كل قيمته، أنه هاجم الجماعات الدينية وأفكارهم، قال لهم: «ربكم لا يمثلنى».. «الدين إذا حكم فهو طاغوت»، ثم كتب مجموعة من الكتب في التاريخ المصري القديم والتاريخ الإسلامى، إذا قرأتها ستكتشف أيضا أنه كاتب متواضع؛ أي «على قده»!.

يحاول دائما سيد القمنى أن يضع نفسه في خانة «على عبد الرازق، نصر حامد أبو زيد، أحمد صبحى منصور، فرج فوده»، والفرق كبير، هؤلاء قدّموا ودفعوا الثمن، أما هو، لا قدّم شيئا ولا دفع أى ثمن، بل أخذ أكثر من حقه؛ شهرة ومال وفيلا وسيارة بنصف مليون، وأكبر جائزة في مصر؛ جائزة الدولة التقديرية. هو يحاول أن يصدّر للناس أنه أكثر الناس حرصا على الإسلام، لكنه وراء الشاشات وفى الجلسات الشخصية، يسب ويلعن، ويعلن رفضه لكل الأديان!.

يستضيف «القمنى» في بيته دائما، أشهر شابين ملحدين في مصر، هما أحمد الحرقان وإسماعيل محمد، معجب جدا بأفكارهما، وهم معجبان به، على صفحات «فيس بوك» يشاركان كل كلمة يقولها، وعندما سألته عنهما، قال: «شباب بينوّر مصر من ظلامها»!. 

إذن هل سيد القمنى ملحد؟

الإجابة موجودة عندى، بالدليل والتفصيل، ولن أخرجها، لأن هذا أمر يخصه وحده، لا يمكن أن أتدخل في أدق المساحات الشخصية للإنسان، ولا يمكن أن أحاكمه على معتقده، وهذا ما أتمناه من الأزهر؛ فالمشيخة تحولت إلى مؤسسة لتلقّى الشكاوى، وتحوّل علماؤها إلى أمناء شرطة يقبضون على كل من يقف أمامهم، فيصنعون منهم أصناما وبطولية زائفة، مع أن «القمني» وأمثاله لا يمثلون فكرا، ولا رأيا، فقط، يزعجون الناس ويثيرون الرأى العام، وأقل «عيّل» يمكن أن يواجههم ويعرّيهم، اسألونى أنا، لقد حدث!.


نشر حواري مع سيد القمني في جريدة النبأ عام 2014.. وهذا الموضوع كان مجرد تعليق على صفحتي الشخصية عن سيد القمني قبل وفاته. 
author-img

محمد محمود ثابت

Commentaires
    Aucun commentaire
    Enregistrer un commentaire
      NomE-mailMessage