JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
Startseite

البرغوث.. لماذا يكره تميم مصر؟

 



ما يقوله المعجم أن «البرغوث» حشرة يكسوها الشعر من أعلى، متطفلة، لا يمكنها التعايش دون عائل أو مضيف لها، أما العرب فلهم قول مشهور: «لكل إنسان من اسمه نصيب».

هذه بداية يمكن الدخول من خلالها إلى أعماق تميم البرغوثى، فهو لا يحمل اسم «البرغوث» فقط، لكن يحمل صفاته وهيئته، بل ويتشابه مع دورته فى الحياة، يأكل على كل الموائد، متنقلًا من أرض إلى أخرى، لا ينتمى فى الأصل إلى أى منها، لأنه شريد بلا وطن ولا أصل ولا حتى مبدأ.

يكره «البرغوثى» مصر، ويحمل أفكارًا سوداء طوال الوقت ضدها، رغم أمه المصرية وجنسيتها التى يحملها، وأرضها التى احتوته وأكرمته، لكن طبيعته كـ«برغوث» تغلبه دائمًا، فيرفض فكرة الانتماء إلى أرض بعينها.

حتى ظروفه، قد خلقت منه شخصًا مهجّنا، نصفه مصرى، ونصفه الآخر فلسطينى، لكن لا يمكن أن تحدد حتى بالتجربة العلمية، أى نصف غلب النصف الآخر، لأنه لا يحترم مصر كدولة أو كشعب، ولا حتى وجدناه مناضلًا فلسطينيًا يقاوم الاحتلال، أو حتى معتقلًا يدفع الثمن فى سجونه.

يعيش «البرغوث» طوال الوقت كمرتزق، يوجه سهامه صوب مصر، لا صوب المحتل الإسرائيلى، ترك بلاده تعانى من ويلات الاحتلال، ليناضل ضد مصر الحرة التى يرفرف علمها على كل شبر فى أراضيها.

يصف «البرغوث» الجيش المصرى بأنه «المحتل الثانى لبلده فلسطين»، ففى قصيدته «بيان عسكرى» يقول: «نحاصَر من أخ أو من عدو، سنغلب وحدنا وسيندمان»، هكذا بكل بساطة وضع مصر وإسرائيل فى جملة واحدة، بل وفى المصير نفسه.

والمزايدة هى سمة الأجير دائمًا، فها هو واقف أمام العائلة المالكة لقطر متزلفًا، يلقى عليهم بيوضه ويرقاته اللغوية، فى خطبته خلال افتتاح مكتبة قطر الوطنية قائلًا: «فى مصر انتصرت الكثرة العزلاء المقتنعة بفكرة جميلة على القلة المسلحة المأمورة والمسماة بالدولة»، ثم يبرر لقطر علاقتها بالصهاينة بأن «بعض الممالك الحرة تعيش وسط أفيال وكان لحكامها اضطراراتهم»، بينما على الناحية الأخرى يزايد على مصر وسلامها مع إسرائيل بأنه خيانة للأمة، بل ويحمّل اتفاقية السلام فراق أبيه الفلسطينى عن أمه المصرية، قائلًا: «فرقوه عنها عشان سالموا إسرائيل».

ولدى «البرغوث» قدرة عجيبة على ممارسة «اللزاجة» فى خطاباته، وإخفاء خباثة المعنى وراء البلاغة الشكلية التى يجيدها، فيقول إن قادة قطر لا يخافون الكلمة، ولا يلزمون مفكريهم بأى ضرورات سياسية، متناسيًا شاعرًا قطريًا اسمه محمد بن الذيب تم حبسه ١٥ عامًا، لأنه انتقد النظام القطرى.

من هنا وغير هنا، يمكن فهم حالة السعار التى تنتاب «البرغوث» على صفحاته الشخصية بمواقع التواصل حاليًا، وهو يحرض ضد الجيش المصرى والدولة، فكتابة القصائد لا تدر الأموال اللازمة لحياة طيبة، فكان من الطبيعى أن يلجأ إلى قطر التى تمنح العطايا والدولارات مقابل بث السموم تجاه مصر وشعبها ووصف نسائها بـ«العاهرات» و«الراقصات».

و«البرغوث» يتحسس دائمًا طريقه ومواقفه بمناورات لغوية، يستطيع من خلالها أن يرضى سادته وجمهوره معًا، ففى الوقت الذى يحرض فيه على «الثورة» فى مصر، رأى أن انتفاضة الشعب السورى ضد النظام «حرب أهلية وهوجة»، وكتب تويتة يؤيد فيها حسن نصر الله، زعيم حزب الله، الداعم الأبرز لبشار الأسد، قائلًا: «أنا أصدقه فهو لم يكذب قط.. نحن أقوى مما نظن.. والعدو أضعف مما يظن»

لا يوجد مبدأ واضح لـ«البرغوث» بوجهه الكريه، سوى مبدأ الكراهية لمصر واحتقار شعبها، فهو لم يظهر على قناة الجزيرة القطرية ليهاجم الكيان الصهيونى، الذى اختطف أرضه ودمرها وقتل نساءها وشبابها ورجالها وأطفالها، لكنه ظهر ليصف جيش مصر بـ«الميليشيات» دون أن تلمس فى عينيه أو كلماته أى حب أو ود أو حتى نوايا صادقة، بل لا يمكن أن ترى إلا غلًا وقبحًا وسوادًا، فالعيون لا تكذب، وإذا كنا نكذب ونفترى عليه، فاسألوه: «بتحب مصر؟»، سيجيب: «مش عارف»، حتى فى هذه القصيدة كان يكذب، لأنه يعرف جيدًا أنه لا يحبها.

author-img

محمد محمود ثابت

Kommentare
    Keine Kommentare
    Kommentar veröffentlichen
      NameE-MailNachricht