JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
Accueil

هل كان يكتب أحمد خالد توفيق للمراهقين والشهرة؟



أفهم جدا أن تسأل كاتبا عن السر وراء استمراره في الكتابة، فيجيب بأنها محاولة لفهم الحياة، لعلاج النفس، تخفيف الألم، وأنها محاولات للتعبير عن النفس، إننا نفهم جدا الإجابات الحالمة والعميقة، التي يجيب بها بعض الكتاب عن هذا السؤال، بأنهم يكتبون ليفجروا الأشياء وتقرأهم الأشجار!، أو أن الأفكار والكلمات تتسرب من مسامهم وتطفو على السطح.. بالشكل الذي لا يمكنهم التراجع عنه أو السيطرة عليه.

لكن لا يوجد كاتب على الأرض لا يبحث عن قراء، فأي كاتب يسعى إلى القارئ والمزيد بلا توقف، بل إن الدافع الأساسي للكتابة.. كما يقول الكاتب الأيرلندي جورج أورويل، هو حب الذات، والرغبة في أن يبدو الإنسان ذكيا أمام الآخرين.

والراحل أحمد خالد توفيق، هو أشهر كاتب في مصر والوطن العربي، هو نفسه قال: "أنا أكثر كاتب نال شهرة في الوطن العربي".

وليس عيبا أن يكون الكاتب مشهورا، ولا يعيبه إذا بحث عنها، لكن يعيبه إذا انسحق نحوها ومع ما يطلبه المستمعون والمشاهدون والقارئون!.

وحقق الراحل معادلة قد تكون هي الأصعب في مشوار أي كاتب، وهي أن يحصل على الشهرة والمحبة والتقدير، دون أن يكون عميقا للغاية، أو بسيطا حتى السطحية، كان صاحب مبدأ "لا يهم ما الذي تحكيه.. لكن كيف تحكيه؟".

ونظن أن هذا الذي جذب قطاعا كبيرا للشباب نحو أعماله وكتاباته، كان يعرف كيف يحكي لهم ما يريده، وكانت دوافعه للكتابة تتصارع في داخله، فهو مثلا كتب سلسلة "ما وراء الطبيعة" لأنه نظر إلى السوق ووجد أن هذا النموذج غير موجود، فكتبه واستمر فيه لسنوات.. لكنه عاش في مدينته البعيدة عن الأضواء.. ولم يصبه الانتفاخ.. وكان يخجل من لقب "العراب" قائلا: "الكلمة دي بتجنني.. واسعة عليا"، في نفس الوقت الذي يعبر فيه عن أنه مريض بـ"الشيروفوبيا"؛ أي الخوف من السعادة، فهو يقول إن هاجسه الأكبر طوال الوقت هو التفكير في آلامه وعذابه إذا نساه الناس وأهمله القراء.

والبعض قد يعيب في أحمد خالد توفيق وما قدمه، ويرون أنه لم يقدم شيئا ملموسا أو ذا قيمة أدبية كبيرة، وأنصار هذا الاتجاه كثيرون، ويرون أن الراحل وقع في فخ الكتابة الأخلاقية التي تصل إلى أكبر قدر من الناس والمراهقين بالتحديد.. على حساب القيمة الأدبية.

فيما يرى آخرون، أنه لو صحت هذه النظرية.. وسار الراحل على دربها، فهل كان سينال هذه المحبة والتقدير؟ أم أن الكاتب العظيم لا بد أن يكون مهمشا ومنبوذا ومنسيا؟!

ويظل السؤال المحير.. هل القيمة النقدية هي التي تمنح الكاتب الأهمية أم الجمهور؟.


author-img

محمد محمود ثابت

Commentaires
    Aucun commentaire
    Enregistrer un commentaire
      NomE-mailMessage