JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
Startseite

عبد الله السعيد ليس خائنا


 
أسهل ما يمكن أن يفعله أي إنسان أن يزايد على إنسان غيره، أن يصوب أصابعه نحو الآخرين، إنها لذة ومتعة أن نحاكم غيرنا، وأن نضع لهم المقصلة أمام رقابهم.. ونراهم في لحظة ضعف.

وعبد الله السعيد، زايد الجمهور عليه، حاكموه، سلخوه؛ لأنه اختار مصلحته.. كما يراها هو، فهو الوحيد المسئول عن نفسه وعن حياته واختياراته.

اختار عبد الله السعيد، الفلوس، وضع مرتضى منصور أمامه 40 مليون جنيها، مقابل شيء واحد، أن يمسك قلما ثم يوقع باسمه على ورقة. بكل هذه البساطة.

السؤال هنا: ماذا لو كنت مكانه؟ في الوقت الذي يقدرك النادي الأهلى بـ14 مليون جنيها فقط؟.

أعتقد أنه من الاستعباط أن يكلمك أحدهم عن معاني الانتماء والمبادئ.. أو يرفع في وجهك شعارات مسخ، لأن هذه المفاهيم القديمة لم يعد لها مكانا ولا قيمة في عالم الكرة الآن.. الذي هو عالم بيزنس واستثمار في المقام الأول، ومجرد لعبة تتنافس فيها الفرق والمنتخبات، في المقام الثاني.

إن المشكلة الأكبر في النادي الأهلى، هي المفاهيم القديمة التي تسيطر على ذهن إدارته الحالية، وهي أن اللاعب الذي يرحل بإرادته، هو خائن وبياع ولابد أن يقسم نصفين، فالنادي هو الذي يحق له أن يستغني أولا.. ويطرد الآخرين من جنته. لذلك عندما طلب عبد الله السعيد أن يؤمّن مستقبله في إعارة لمدة ستة أشهر، رفضت الإدارة، لأنه ليس من حق أحد أن يطلب، أو إذا طلب ورفضت الإدارة، فليس من آداب ومبادئ النادي العريق.. أن تطلب مرة أخرى، أو تركب دماغك.

وعبد الله السعيد، ركب دماغه، ونظر إلى الأمام، لم يبع أحدا، لكنه اشترى نفسه، وإذا أصر البعض أن يقول أنه باع أحدا، فهو باع هذه الإدارة التي يكسوها الغبار والغباء معا، وليس "الكيان" كما يحب أن يصفه الجمهور.

ستقول لي، إن النادي كان في حاجة إلى عبد الله السعيد وخدماته، لذلك رفض أن يعيره، بناء على طلب حسام البدري، والرد جاهز، فالبدري رفض رحيل مؤمن زكريا، ومع ذلك لم تبق الإدارة على اللاعب.

والذي يحاكم "السعيد".. ويسبه ويلعنه، عليه أن يضع نفسه مكانه، وقبل أن يضع نفسه مكانه، هل فكر قليلا في أن الأمر كله لا يستحق هذا العداء لشاب مهنته هي لعب الكرة، ومهمته الأولى أن يكسب ويرزق من هذا السوق دون أن يتسبب في أذى أحد أو يأكل حق أحد.

اسأل نفسك: كم مرة أسعدك عبد الله السعيد بهدف لناديك أو لمنتخب بلادك؟ كم مرة تسبب في لحظات إسعادك بتمريرة أو لمسة تسببت في هدف هللت له وأقفزك من كرسيك؟ هل ترى أنه يستحق هذه اللوثة والعداء المستفحل ضده الآن؟

والخائن الحقيقي في النادي الأهلي، هم المسئولون، هم الذين يديرون كل شيء على هواهم ولمصلحتهم، هم الذين يجنون الأموال ولا يسيرون خطوة نحو صفقة مهمة للنادي، إلا وحددوا الأول عمولتهم، وكم يكسبون، لكنهم يجيدون ضخ آلات الدعاية لصالحهم.. والقطيع يُساق!.



author-img

محمد محمود ثابت

Kommentare
    Keine Kommentare
    Kommentar veröffentlichen
      NameE-MailNachricht