في الحب.. لا أخطط
ولا أدبر.. الذي يخطط ويدبر هو الذي يريد أن يسطو على الطرف الآخر.
لذلك أنا أقع في الحب
بلا مقدمات.. أنجذب دون مقاومة.. لكنه انجذاب مزعج.. كأن أحدا يشدك إليه من رموش عينيك..
أو كأنه مجهول يطبق على كل حواسك.. يخنقك.. حتى تظن أنك لن تفلت منه إلا إذا صارحت
الطرف الآخر بمشاعرك وألقيت في وجهه بهذه القذيفة: "إننى أحبك".
وأنا أعرف أن قلبي
أعمى.. لذلك الجري في الغرف المظلمة لن يضيره في شيء.. أعرف أنه يستلذ بهذه الصرخات
المكتومة التي تتردد صداها في عمقه.. مع كل قصة جديدة.. لأن هذه الصرخات مرتبطة بوجوده..
وعدمه.
والفراشة التى لا
تكف عن الدوران حول المصباح مهما عانت من وهج النور.. قلبي مثلها.. مهما اكتوى من نار
الحب.. فلن يكف عنه.. سيظل متعلقا بنوره.. على أمل أن يعثر عليه في قلب أي فتاة.
وأزمتى الحقيقية مع
الحب أنني مثالي.. خيالي إلى حد بعيد.. إذا وقعت في حب إحداهن.. تراودني أحلام اليقظة..
أتخيل أن كلامها ليس كمثله كلام.. فمثلا لو قالت لي: صباح الخير.. فهذا يكفي لأطير
فرحا.. وأطارحها الهوى في خيالاتي المريضة حتى أظن أنها أصبحت لي.. ولكني في كل مرة..
أستيقظ على واقع قاس حين أصارح واحدة.. وتقول لي: "يا ابن المجنونة مش أنا ليلى".
وحين أفيق من الغيبوبة..
أكتشف أنني لم أحب.. بل توهمت.. فلا هذه الفتاة هي الأجمل ولا الأذكى ولا الأعقل..
ولا أنا الأنسب لها.. وإذا سألت نفسي لماذا أعجبت بها.. لن أعرف على وجه التحديد إجابة
دقيقة.. لكن تفسيري الدائم لمثل هذه المشاعر التي تجتاحني.. هو أن موجات كهرومغناطيسية
تخرج من جهازي العصبي.. لتدخل في منطقة مشحونة بجزيئات كهربائية.. فتزداد إفرازات الغدد
مع فوران متواصل لبعض الهرمونات.. ثم يتلاشى كل ذلك فجأة كما بدأ بدون مقدمات.