JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
Startseite

حواري مع المؤلف بشير الديك: وفاة خان والطيب ونور الشريف أفقدتني شهية الكتابة


ما قدمه المؤلف «بشير الديك» طوال مشواره، سواء في السينما أو التلفزيون، لا يختلف كثيرًا عن روحه الحقيقية؛ هو إنسان على حقيقته، دافئ، طيب، شاعري، وهي نفس خصال أعماله الفنية، التي تلعب في منطقة محددة، وهي الهامش الشعري للواقع؛ هذه المنطقة التي أجاد اللعب على أوتارها في أغلب أعماله، مثل «طائر على الطريق»،و«موعد على العشاء»، و«النمر الأسود»، و«الحريف» وغيرهم.

ليس ذلك فقط، فبشير الديك، يعترف أنه لا يحب الصخب ولا الضوضاء، وكانت من أحلامه في سنه المبكرة أن يهجر السينما بعد سن الخمسين، ويعيش في الريف بين الخضرة والماء والهدوء، بعيدًا عن القاهرة، لكن ظروف الحياة أجبرته على أن يستمر في العمل، ويبقى ترسًا لا يهدأ، يغزل من روحه قصصًا وحكايات وأفلامًا وروايات تلفزيونية، ليتمكن من العيش الآمن؛ فالكتابة هي العمل الوحيد الذي يجيده.

قبل أن يكون بشير الديك كاتبًا سينمائيًا وتلفزيونيًا فهو روائي، قاص، أغرم في بداياته بكتابة القصة القصيرة، لم تخطر على باله فكرة أن يكون كاتبًا سينمائيًا، لكنها الصدفة أو النداهة التي تختبئ وراء الشاشة الكبيرة، التي نادته وخطفته لعالمها، فأصبح واحدًا من روادها الكبار.

في حواره مع «إضاءات» كشف الديك عن نفسه أكثر وأكثر، عن أحلامه وأعماله القريبة من قلبه، وأعماله التي لا يحبها، تحدث أيضًا عن الظروف التي جعلته ينقطع مؤخرًا عن الكتابة، وعن مشروعه الجديد الذي يحضر له، وكواليس أخرى.. وإلى نص الحوار.

منذ عام 2011 اختفى اسم بشير الديك من تترات الأعمال الفنية.. هل لذلك علاقة بثورة يناير أم لأسباب أخرى؟

السنوات الماضية، كانت هناك حالة تغيير جذري في عمق المجتمع لا تهدأ بلا توقف، كان الواقع يفاجئنا بأمور مدهشة، لم تكن هناك رفاهية للكتابة، خاصة مع الانشغال بما يحدث في الواقع، كنت لا أجد الدوافع أو الحالة التي يمكن أن أعبر عنها بشكل دقيق.

معنى ذلك أن بشير الديك لا يستكتب نفسه.. يكتب فقط عندما تناديه الكتابة؟

نعم.. الفن بالنسبة لي ليس لمجرد الوجود، أو مجرد سبوبة، لا بد أن تكون هناك أشياء تلح عليَّ مثلًا كي أكتب، أو أن يكون هناك شيء يدفعني بقوة.

وفي الحقيقةأنا مثل طفل «ما يصدق الدنيا تمطر.. يقول هاخد إجازة مش رايح المدرسة»، كما أنني لا أنكر أن وفاة أصدقائي مثل عاطف الطيب، ومحمد خان، ونور الشريف، أفقدتني الشهية كثيرًا، وشعرت أنني وحيد؛ لا دافع ولا شيء يلح عليَّ بعدهم كي أعمل باستمرار.

حتى هذا الدافع لم تجده لتكتب بنفسك مسلسل الطوفان المأخوذ عن فيلمك الذي يحمل نفس الاسم؟

لم أكتب مسلسل الطوفان الذي عرض مؤخرًا، والمأخوذ عن فيلمي، لأنني لا أحب أن أقوم بإعادة تدوير أعمالي السابقة، خاصة عندما تكون مميزة، كما أن هناك أسبابًا جعلتني لا أقوم بتحويل الفيلم إلى مسلسل بنفسي.

السبب الأول أن الفيلم عندما كتبته كانت هناك بواعث قوية وقتها للكتابة، كانت هناك ظروف بالفعل تحدث في هذه الفترة، والسبب الثاني هو أنني لا أكتب إلا عندما أتحمس، وفكرة الحماس لا تأتيني تجاه الأعمال القديمة، لأني بحب أكتب أعمال «طازة».

وهل رضيت عن المسلسل والسيناريو الذي كتبه المؤلفان الشابان وائل حمدي ومحمد رجاء؟

المسلسل عجبني جدًا.. وقد جاءا لي في البداية وكانا متحمسين، فأعجبني حماسهما، ووافقت فورًا على طلبهما، وكانت النتيجة طيبة و«هايلة» عندما قدما لي أول 18 حلقة، وطبعًا أنا راضٍ.

بمناسبة الكُتاب الشباب.. لو جاءك شاب يهوى الكتابةفبماذا تنصحه؟ وكيف تضعه على بداية الطريق الصحيح؟

يجيب قاطعًا: القراءة ثم القراءة ثم القراءة، لا يمكن لنحلة أن تفرز عسلًا إلا عندما تمر على مختلف الأنواع من الورود، النحلة لا تنتج عسلًا وهي جالسة في بيتها.

سأقول لك أيضًا: إنه لا يوجد ما يسمى بالوحي أو الإلهام كي تكتب؛ الكتابة عمل شاق مجهد، يحتاج إلى قراءة بلا توقف وثقافة بلا حدود، لا بد أن يمتلئ الكاتب بالثقافة والقراءات؛ لأن هذا هو السبيل الوحيد الذي يجعله يكتب رغمًا عنه.

على سبيل المثال، عندما كنت أقرأ لنجيب محفوظ أو دوستويفسكي أو ماركيز وأغوص في عالمهم، كنت أذهب إلى الكتابة بعدها مباشرة بعد أن يمتلئ خيالي بعالمهم، فالقراءة بمثابة تهوية للعقل، كأنك فتحت شباكًا لتدخل أشعة الشمس والنور إلى عقلك.

القراءة وحدها أيضًا ليست كافية، لا بد للذي يريد أن يحترف الكتابة أن يقرأ، ولكن تكون عيناه على الواقع وما يحدث فيه، وأن ينظر إلى تفاصيله، وأن يكون قادرًا على أن يبرز ما تحت السطح بمعانيه ودلالاته المختلفة.

وبالنسبة للشاب الذي يريد أن يكتب للسينما مباشرةهل يكتفي بالقراءة فقط أم الدراسة؟

إذا كانت هناك إمكانية للدراسة في معهد السينما فهذا شيء جميل، لأن السيناريو مهنة وحرفة ولها قواعد، لكن الشاب الذي يريد أن يكون مؤلفًا للسينما يجب أن يشاهد أفلامًا كثيرة بلا توقف، كما أن هناك كتبًا عديدة عن كيفية كتابة السيناريو، والذي يريد شيئًا عليه أن يبحث جيدًا ويلهث وراء ما يريده ليحققه.

وما رأيك في ظاهرة ورش الكتابة.. البعض يهاجمها ولا يعترف بها؟

لست مع فكرة الهجوم على ورش السيناريو، العبرة بالمنتج النهائي، وما يميز الفن أنه لا يوجد فيه رأي جاهز، بمعنى أنه لا يصح أن تقول إن الورش سيئة أو أن تقول حتى إنها جيدة، المهم في النهاية أن تحكم على المحتوى الذي أمامك في شكله النهائي حتى ولو كتبه عشرون أو ثلاثون أو شخص واحد.

وما رأيك في المؤلفين الكبار الذين يستغلون الشباب الجدد ويستكتبونهم ويعوضونهم بمقابل مادي فقط حتى يتنازلوا عن حقوقهم الأدبية؟

ليس لي رأي في ذلك، طالما الشاب وافق أنه «ينضرب على قفاه»فهو حر، ما الذي يمكن أن أقوله له؟

أكثر أعمالك كانت مع المخرجين عاطف الطيب ومحمد خان.. ماذا فقدت بعدهما؟

فقدت بعدهما كل شيء.. عاطف الطيب كان روحي، كان نصفي الثاني، أشعر معه بالاطمئنان والدفء، وأجمل أفلامي كانت معه، وكذلك خان،رغم أننا كنا نختلف في بعض الأحيان، لأنه لم يكن يحب أن يستغرق في اللحظة العاطفية أو اللحظات الميلودرامية، لكنه كان من أقرب الناس لي بعد عاطف الطيب.

ما هو عملك الأقرب إلى قلبك.. وما عملك الذي لا تحبه؟

لا يمكن أن أقول ما هو عملي الأقرب إلى قلبي، فأنا أحب كل أعمالي مع عاطف الطيب ومحمد خان، وأغلب ما قدمته مع نادر جلال، لكن هناك بالفعل أعمالًا كتبتها ولا أحبها مثل فيلم «بيت الكوامل».

لماذا لا تحبه.. هل السبب يعود إليك أم للمخرج؟

بالعكس كتابتي له كانت جيدة جدًا، لكن التنفيذ وبناء المخرج عاطف سالم لم يعجبني، لذلك لا أحبه نهائيًا.

تقول دائمًا إنك كنت تهوى الأدب ولم تفكر في السينما.. هلا حدثتنا عن الظروف التي أدخلتك عالم السينما؟

أنا من دمياط، جئت إلى القاهرة لأكتب في الدوريات وأشارك في المنتديات والجمعيات الأدبية لكتابة القصة القصيرة، كنت قارئًا جيدًا وأحب الأدب، ولم أفكر لحظة في السينما، لكن الظروف قادتني إلى أن أكون جالسًا في إحدى المرات على مقهى في بلدنا بدمياط، وكان المخرج علي عبد الخالق يصور فيلمه «أغنية على الممر»، فأقحمت نفسي وسطهم، وكان مصطفى محرم موجودًا، وقدمت لهم قصة طويلة من قصصي، ثم عندما جئت إلى القاهرة قادتني الصدفة إلى بيت مصطفى محرم وعرضت عليه قصة من 60 صفحة، فأعجبته، وقال إنها تصلح لسيناريو سينمائي، وكنت محظوظًا بالفعل، لأن كتابة القصة القصيرة تتميز بالتكثيف والإنجاز في اللغة والمفردات مثل الكتابة السينمائية، وبالفعل كانت هذه القصة التي أعجبته هي فيلمي الأول «مع سبق الإصرار»الذي أخرجه أشرف فهمي، وانطلقت من هنا.

أخيرًا.. هل سنرى بشير الديك في عمل قريبًا؟

نعم.. أنا أقوم الآن بكتابة عمل جديد عن رواية «البشموري»لسلوى بكر، وسأنتهى منه قريبًا.

نشر في موقع إضاءات في 4 مايو 2018

author-img

محمد محمود ثابت

Kommentare
    Keine Kommentare
    Kommentar veröffentlichen
      NameE-MailNachricht