JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
Startseite

حوار مع وحيد حامد


مجلس النواب «برطمان تافه».. ومصر «محتاجة جراحة»
 مصر تركت «تيران وصنافير » حتى لا يتمزق جسد الأمة
 عبد الناصر كذب عندما قال إنه لم ينضم للإخوان.. و«البنا» داهية
 الإخوان صمتوا عن مهاجمة الجماعة 2 لأن الناصريين «قاموا بالواجب»
 السينما مش لكل الناس.. ولا بد من منع أهالي العشوائيات من دخولها
 العريان وأبو الفتوح «صحابى» وأنا خصم شريف للإخوان
 تعلمت التواضع من نجيب محفوظ.... و«هزأت» محمود سعد بسبب تلونه
منتجو السينما «تجار بطاطس».. و«يناير» كشفت لى حقيقة «مجلس الشر»

تختلف أو تتفق معه، لا يهم، هو في النهاية وحيد حامد، أهم مؤلف في مصر، والأكثر موهبة في كتابة السيناريو داخل الوطن العربى على الإطلاق.

محاولة التعرف على أفكاره وقراءتها أمر سهل للغاية، فهو رجل يقول ما يعتقده بوضوح، لا يجامل أحدا، لا يخشى الاشتباك، ولا يتقهقر إذا أطلق الآخرون طلقات مدافعهم عليه، يثق فيما يكتبه، يتمسك بكل ما يقوله، ليس غرورا، لكنه الثبات على المبدأ والحقيقة كما يراها دون مجاملة أو محاباة.

يجلس يوميا في ركن أمام نهر النيل داخل فندق جراند حياة، بوسط القاهرة، في هدوء تام، بعيدا عن الناس، يكتفى بهذا الورق الملون والأقلام التي يضعها أمامه على المنضدة، ليفكر ثم يكتب، فهذا مكانه المفضل منذ سنوات طويلة، بل هو مهبط أعماله وشخصياته وأفكاره التي أبدعها في أغلب أعماله التليفزيونية والسينمائية.

بدا على المؤلف الكبير عند الدخول إليه، الإرهاق والمرض الذي نال من جسده، فأصبح يتكئ على عكاز، لكن المرض، لم ينل من عزيمته وإصراره على الكتابة، والدخول في معارك بقلمه وأوراقه، وأن يتكلم في حوار مفعم بالصراحة والوضوح لي، وأن يعبّر بلا حرج عن رأيه في كل شيء يحدث حوله، وعن الهجوم الذي ناله مسلسل “الجماعة 2”، ورؤيته للواقع السياسي والاجتماعى الذي نعيشه حاليا... فإلى نص الحوار:

> قبل أي شيء.. ما السر وراء عزلتك والابتعاد عن الناس؟
أبدا.. طول عمرى بحب ألفة الناس، كنت بقعد على القهوة وبشرب شيشة، وأجالس الحرفيين والبائعين وحياتى كانت مزدحمة بمزيج من البشر، لكن الآن صحتى لم تعد تتحمل ذلك، لهذا هناك من يظن أننى منعزل ولا أحب الناس.

> من وجهة نظرك.. هل الأديب الناجح يجب أن يكون قريبا من الشارع؟
بالتأكيد، لأنه من خلال هذا الاقتراب سوف يفكر ويكتب ويستوحى شخصياته وحكاياته، ويلمس نبض الشارع الحقيقى دون وسيط.

> ما زلت تكتب على الورق بدلا من الكمبيوتر.. ما سر ذلك؟
ليس سرا.. لكننى حاولت أن أكتب على الكمبيوتر ومعرفتش، حسيت إنى مش عارف أفكر، وما زلت أكتب يدويا على الورق، وفى هذا المكان بالتحديد، وهذا أفضل لى بمراحل.

> ما أعظم درس تلقاه وحيد حامد في حياته الإنسانية والمهنية؟
أعظم درس تلقيته هو التواضع مهما زاد شأني، تعلمت ذلك الدرس من الكبار أمثال عبد الرحمن الشرقاوى ونجيب محفوظ، فعندما جئت من الزقازيق للقاهرة شابا صغيرا، كنت أظن أنهم آلهة، لكنى اقتربت منهم، فاكتشفت أنهم أناس غاية في التواضع اللى خلقه ربنا، وخاصة نجيب محفوظ، تواضع وانبساط لا تجده حتى في الناس العادية التي تتعامل معهم يوميا.

> هل الغرور مؤذٍ للأديب والفنان؟
نعم.. “أي شئ بيتنفخ لازم هيفرقع في أي لحظة”.

> لماذا أشعر أن وحيد حامد بلا أصدقاء الآن؟
نعم، شعور صحيح، أنا اختلفت مع أصدقائى كلهم، وكان ذلك بسبب ثورة يناير التي كشفت عن معادن الناس الحقيقية.

> هل هؤلاء الأصدقاء من المشاهير والمعروفين لدى الناس؟
نعم.. كنا نجلس شالمكان، وكنا نسمى هذا اللقاء “مجلس الشر” وكان يضم صفوة من رجال الأعمال والأدباء والإعلاميين، مثل وائل الإبراشي، وإبراهيم عيسى، وعمرو خفاجي، ومحمود سعد، وفوجئت بعد ثورة يناير أن منهم من يتغير ويدافع عن الإخوان مثل محمود سعد، والذي في مكالمة على الهواء هزأته، ومازلنا على قطيعة حتى الآن.

> لكن البعض قد يرى أن خسارة هؤلاء الأصدقاء من الممكن قد تفقدك قوة تدافع عنك؟
يقول قاطعا وبشدة: “مفيش حاجة تدافع عنك قد شغلك”.

> هل يعشق وحيد حامد الاشتباك؟
لا، هما اللى بيشتبكوا معايا، وأنا متعود على كده، لكن السؤال بقى، مين اللى بينتصر في النهاية؟ بلاش، مين اللى بيبقى على حق قدام الناس في الآخر؟، بيتضح في الآخر إنه أنا.

> وما رأيك في الهجوم الشرس على مسلسل “الجماعة 2”؟
للأسف كل الذين هاجموا المسلسل تكلموا في “هيافات”، وكلهم تراجعوا، حتى وزراء في عهد عبد الناصر اتصلوا بى ورئيس المجلس الأعلى لحقوق الإنسان، وقالوا لى إيه الشيء العظيم اللى أنت عمله ده!

> وكيف تفسر صمت الإخوان المسلمين عن رأيهم في المسلسل؟
أولا لأن أقاربهم وأحباءهم من الناصريين قاموا بالواجب بدلا منهم، وثانيا، جميع الوقائع التي تكشف أفعالهم السيئة في المسلسل، مصدرها كتب إخوانية، فلو حد فيهم اتكلم، عارفين إنى هقولهم أنتم اللى كاتبين ده، وهذكرلهم المصادر والمراجع كلها بتاعتهم، لذلك صمتوا تماما.

> أفعال سيئة مثل ماذا؟
مثلا قصة سيد قطب واعترافه بأنه لا يصلى الجمعة، فهى مذكورة في مذكرات الإخوانى على العشماوى في صفحة 112، كما أن مؤرخهم محمود عبد الحليم كتب وقائع عديدة فيها إدانات عديدة والتي استندت إليها.

> لكن الناصريين كانت لديهم حجة واضحة وهى إنكار عبد الناصر انضمامه للإخوان؟
هذا الكلام قاله بالفعل جمال عبد الناصر لصحيفة أجنبية، عام 1962، وهذا التوقيت كان يمثل ذروة الاختلاف والصراع بين عبد الناصر والإخوان، وكان هذا التصريح سياسيا، ولم يكن وقعه طيبا على الجماهير إذا اعترف بحقيقة انضمامه إلى هذه الجماعة، وعموما كل المصادر التاريخية تؤكد ذلك، أنا مجبتش حاجة من عندي، هذه المسألة منتهية.

> كثيرون يسألون عن سر عدم استكمال المخرج محمد ياسين للجزء الثاني؟
الجزء الثانى توقف أكثر من مرة، وكان من المفترض أن يخرجه محمد ياسين، وتنتجه إم بى سي، لكنهم اشترطوا شراء المسلسل حصريا، فرفضت، وتوقف المشروع، وكان محمد ياسين لديه مشروعات أخرى يريد البدء فيها، فاخترت المخرج الشاب شريف البنداري.

> هل اختيار شريف البندارى مغامرة منك؟
أنا شفت له فيلم قصير، فاخترته فورا لأنى لقيت مخرج حقيقى بعينيا، والمسألة متعلقة بالموهبة والحماس وليس الأقدمية أو حجم الرصيد الذي يمتلكه المخرج.

> لكن الفنان عبد العزيز مخيون هاجمه وقال إنه مخرج هاوٍ وغير مؤهل؟
الحقيقة عبد العزيز مخيون تعبنا جدا، وافتعل مشكلات كثيرة مع شريف البنداري، وتجاوز حدوده كثيرا، وكان عاوز يسلق بيض وقلتله إن ده مش عندنا، وقلتله مش علشان أنت ممثل كبير تفرض نفسك على المخرج، لأن اللوكيشن ملك المخرج، وعبد العزيز طالع عملاق في المسلسل بفضل شريف البنداري.

> هل تراجع عبد العزيز مخيون عن هذا بعدما رأى نفسه في المسلسل؟
لا، لم يتراجع، ومتمسك بكلامه اللى بيقوله ده حتى الآن، وصابرين برضو كانت معاه على نفس الخط، بس عقلت وتراجعت لما شافت نفسها في المسلسل.

> ما رأيك في حسن البنا؟
كان داهية ومخططا عظيم، والإخوان غيروا كثيرا في مذكراته وسيرته.

> وهل جمعتك علاقات ود مع أفراد من الإخوان المسلمين؟
عصام العريان كان يأتى لى هنا، وكنت على علاقة طيبة بعبد المنعم أبو الفتوح، وفى الحقيقة هم أناس ظرفاء جدا، وأول ناس اتصلوا بيا سألوا عنى عندما كنت أتعالج في ألمانيا، وأبو الفتوح قالى وقتها نصا: “ألمانيا دى بتاعتنا، أي حاجة عاوزها تبقى عندك في ساعتها”.

> لكن لماذا لم تفسر ذلك بأنها محاولات لاستقطابك؟
لا، ليس استقطابا، لأن العقلاء في جماعة الإخوان يقدروننى جيدا، لأننى خصم شريف، أختلف معهم وأرفض ما يفعلونه، ولم أتراجع نهائيا حتى بعد أن حكموا مصر، ومقالاتى التي كتبتها في هذا التوقيت تشهد على ذلك.

> بماذا شعر وحيد حامد عندما وصلت الجماعة للحكم؟
شعرت بخنقة، وقلت الحمد لله إن ده حصل في نهاية عمري، وتوقعت سقوطهم مبكرا، لأنهم استعجلوا.

> البعض يتساءل لماذا انتظرت رحيل الإخوان لعرض الجزء الثاني؟
ضاحكا: للأسف المجتمع المصرى كله بقى مُنظرين، وكل واحد شايف الصح من وجهة نظره، لأن الحقيقة التي لا يعرفها هؤلاء هو أن الإخوان هم من منعوا تنفيذ الجزء الثاني، بل ومنعوا عرض الجزء الأول في القنوات، وهذا ما قاله وزير إعلامهم صلاح عبد المقصود وقتها أمام الجميع: “مفيش لا جزء أول ولا تانى هيتعمل”.

> وماذا عن الجزء الثالث؟
لم أقرر حتى الآن، لأن مشكلات الجزء الثالث ستكون كثيرة، لأننى عندما أكتب، فأنا أقول الحقيقة، والحقيقة في الجزء الثالث ستكون أن الرئيس المؤمن أنور السادات هو من ثبّت أقدام الإخوان المسلمين وهيطلع أنصاره يعملوا دوشة.

> هل تخشى “وجع الدماغ” والاشتباك مجددا؟
أبدا.. أهلا بوجع الدماغ والاشتباك، لكن لدى رغبة في أن أفصل بعمل رومانسي، أريد العودة بعمل مختلف وهو رواية “قيس ونيللي” لمحمد ناجي، والتي قمت بشراء حقوقها، ولم أقرر حتى الآن، هل أحولها إلى عمل سينمائى أم تليفزيوني.

> ماذا عن مسلسلاتك المفضلة في رمضان الماضي؟
لم أتابع أي مسلسل لأننى كنت مشغولا، لكنى شاهدت بعض حلقات مسلسل كفر دلهاب في البداية، وأعجبنى ما قدمه المخرج أحمد نادر جلال.

> لماذا لا تتعامل مع المخرج مروان وحيد حامد؟
مبحبش أشتغل مع ابنى ولا هو بيحب، حتى لا يقول أحد إنه يعمل بواسطة والده، كما أن هناك فلسفة في هذا الأمر، مثل فلسفة الطيور، وهى أن الطائر عندما يكبر، يطرد أباه من العش، وسعيد أن مروان يعتمد على نفسه دون تدخل من جانبى.

> عانيت كثيرا مع الرقابة.. ومع ذلك طالبت مؤخرا بضرورة الرقابة على الأعمال الفنية؟
نعم، أنا أكثر من عانى من الرقابة، لكن لا يصح نسيب الحبل على الغارب، فالرقابة دورها أن تحافظ على الحد الأدنى من الأخلاق، والبلد لديها خصوم، ولا بد من فرض الرقابة لسد أي منفذ لهؤلاء الخصوم، لكنى لست من أنصار الرقابة التي تصادر.

> وغيابك عن السينما هل يمكن تفسيره في إطار الغضب أم هناك أسباب أخرى؟
حال السينما لا يعجبني، البضاعة التي يتم تقديمها عبارة عن أفلام أجنبية منقولة حرفيا، ومطاردات ملهاش لزوم، وحوارى ونساء يتعرين بلا أي داع، وللأسف الجمهور تعود على هذه الأكلة التي يقدمها له المنتجون، فالمنتجون تحولوا إلى تجار بطاطس، وأتلفوا الناس، لذلك لا تتعجب عندما ترى أهل العشوائيات يملأون السينما، يتحرشون بالنساء والفتيات.

> هل دخول السينما مشروط على فئة بعينها دون الأخرى؟
نعم، السينما لها شروط، لأن الذي يذهب لها يلتقى بآخرين، فيجب أن نضع شروطا كى يدخلها، وأتذكر عندما جئت إلى القاهرة، كان ممنوعا دخول أي شخص للسينما يرتدى الجلباب.

> لكن هذا يعد تمييزا وعنصرية لن يقبلها البعض.. تعقيبك؟
مقاطعا: لا.. لا تمييز ولا عنصرية بلاش الكلام ده، إحنا اللى اخترعناه، السينما هبطت لما جمهورها بقى كده، فجابت التحرش، لا بد من شروط لدخول السينما.

> هل تعرضت لأى تهديدات من قبل؟
عمرى ما اتهددت، على الرغم من أن الدولة وضعت حراسات مفاجئة لي، لكن ربما لديهم أي معلومات لا أعرفها.

> لو جاءتك الفرصة لتكتب أعمالا مثل طيور الظلام تدين فيها النظام الحالى ستفعل؟
أنا أدين أي نظام، أنا كاتب عندى مبدأ، إذا أحسنت الحكومة، صفقت لها، وإذا ضلت، سودت عيشتها، مثلا فيلم الغول، كان أيام السادات، والهلفوت أيام حسنى مبارك، وكذلك طيور الظلام ومعالى الوزير، ففى كل وقت وكل عصر أدين وأعبّر عما أعتقده بوضوح.

> ماذا عن علاقتك بالرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، هل كان يغضب من أعمالك؟
بالعكس، كان ودودا معى جدا، وشافنى مرة فقال مازحا: “أنت إيه اللى بتكتبه ده؟”، فقلتله: “بكتب اللى مقتنع بيه”، كان خفيف الدم، وللعلم “مبارك” كان قائدى عندما كنت مجندا في الجيش.

> هل عرف مبارك بأنه كان قائدك في القوات المسلحة؟
نعم، أخبرته، فقال لى ضاحكا: “والله؟ لو كنت أعرف إنك هتبقى كده، مكنتش طلعتك من الجيش أبدا”، كنت أحترمه جدا، كان رجلا شديد البأس، جادا، تفخر به.

> هل تحدثت إليه بعد 2011؟
لا لم أتحدث إليه، وأحزننى من انقلبوا عليه، بعد أن كانوا يقبلون الأيادي.

> قلت إن مصر لن تقف على رجليها دون برلمان.. ماذا بعد عامين من هذا المجلس؟
للأسف هذا «برطمان» تافه وليس برلمان يعبر عن الناس.

> وكيف ترى قضية تيران وصنافير بنظرتك الخاصة؟
هناك مسرحية لبريخت اسمها دائرة الطباشير القوقازية، تتحدث عن أم تهرب وتترك ابنها الصغير مع خادمة صغيرة حتى لا يتعرض لأذى، لكن تعود الأم وتطالب بإعادة ابنها أمام المحكمة، لكن الخادمة تتمسك به، فيحتار القاضي، فيقرر أن يضع الابن في دائرة، ويطلب من كلتاهما أن يجتذباه، فتتركه الخادمة، وتنجح الأم الحقيقية في اجتذابه، فيحكم القاضى للخادمة وليس الأم، والمعنى هو أن الإنسان الذي يحب شيئا، لا ينتزعه ولا يمزقه حتى يحصل عليه، ومصر فعلت ذلك، حتى لا يتمزق جسد الأمة، ربما هذا أقرب لي، وهناك أناس أنا أثق فيهم، يقولون إنها سعودية، لكن لدى المشكلة في الحقيقة مع طريقة التنفيذ، لأنها لم تكن موفقة.

> هذه الطريقة جعلت البعض يطعن في وطنية الجيش.. تعليقك؟
الطعن في وطنية الجيش، طعن في الوطن ذاته، لأن ده اللى قادر يحمينا، والجيش هو مصنع الرجال، أنا مثلا قبل الجيش كنت أميل إلى عدم الجدية، وعندما دخلت الجيش، عمل منى راجل لأنى كنت بايظ شوية مثل أي شاب.

> كيف ترى سياسة وخطوات الرئيس عبد الفتاح السيسي؟

اسأل البلاد التي حولنا، وستجد الإجابة، البلد الآن يحتاج إلى جراحة وليس مسكنات، وهذا ما يفعله الرئيس.
author-img

محمد محمود ثابت

Kommentare
    Keine Kommentare
    Kommentar veröffentlichen
      NameE-MailNachricht