JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

هل قتلت أوسكار «ليوناردو دي كابريو»؟


هل يستحق الممثل الأمريكى «ليوناردو دى كابريو» جائزة أوسكار عن فيلمه الأخير «the revenant»؟، لماذا نالها فى المرة السادسة بعد أن ترشح لها ٥ مرات سابقة؟ هل لجنة الأكاديمية الأشهر حاولت أن ترضى  «ليو» بالحصول على الجائزة عن أعماله السابقة وليس فيلمه الأخير؟. 

هذه أسئلة لا بد منها، «ليو ناردو دى كابريو»، تسبب فى حالة من الجدل الكبيرة بعد فوزه بالأوسكار، البعض يؤكد أنه لا يستحقها، تقرير «هوليوود» يحتوى على آراء بعض النقاد، قال أحدهم عن أدائه فى فيلم  «العائد - the revenant»: «أداء سخيف، أما التصوير روعة»، نقد آخر بالتقرير يقول: «يقولون إن ليو يجب أن يحصل على أفضل ممثل عن الفيلم، لأن الشركة المنتجة أنفقت أموالا كثيرة، وأجواء التصوير كانت صعبة، بحق السماء، لقد مللت من سماع ذلك»، لم يرشح أحد من النقاد بالتقرير، الممثل الأمريكى الشاب للجائزة، لكن على الجانب الآخر، قال أحد المعلقين على التقرير: « لا يهمنا أداءه فى الفيلم، لكنه آخيرا حصل ليوناردو عليها». 

وهنا السؤال، هل يعتبر دور «هيو جلاس»، الذى قام به «ليو ناردو دى كابريو» فى فيلمه الأخير، أفضل أدواره؟ الإجابة: «لا»، لماذا؟

بالعودة إلى دوره في فيلم  «the aviator- الطيار» سيعرف الجمهور أن دوره الفائز من خلاله على أوسكار، هو أضعف أدوراه، فشخصية «هوارد هيوز» الذى قام بها في «الطيار» هو دور عمره؛ لأن الشخصية كانت مركبة ومعقدة للغاية، فهو رجل «زير نساء» ورجل أعمال مغامر، ويعانى من وسواس النظافة، كأنه يقول فى هذا الدور: «أثبت لكم أننى قادر على تأدية الأدوار الصعبة»، لكن الحظ لم يحالفه عندما ترشح للأوسكار عن هذا الدور، وخطف منه الجائزة وقتها، الممثل جيمى فوكس عن فيلم «Ray» فى 2005. 

لماذا «العائد» لا يستحق؟

دور «هيو جلاس» هو أضعف أدوار «ليو»، فالممثل الإنجليزى «توم هاردى» كان الأقوى، فشخصية «فيترجرالد»، التى قام بها بجانب «ليو» بالفيلم، جعلت المشاهد متحفزا، متشوقا لرد فعله دائما، رغم أن مشاهده قليلة، إلا أنه استطاع من خلال شخصية «فيترجرالد» الخائن العنصري، أن يشعر المشاهد بأن «ليو ناردو» بطل الفيلم، مجرد كومبارس صامت يخدّم عليه.

كل ما فعله «ليو» فى الفيلم، هو تجسيد الإنهاك والإرهاق الدائم، بعكس قصة الفيلم الحقيقية، فصائد الفراء الاسكتلندى الحقيقي «هيو جلاس»، كان رجلا صلبا، حديديا، رأى ابنه يموت أمام عينيه، ثم دفنوه حيا، وسرق رفاقه كل أدواته وأسلحته، وهذا يعنى أن «ليو» لم يكن ممثلا، بل كان إنهاكه الدائم طوال الفيلم ناتجا عن ظروف الجو الصعبة والتصوير الشاق. 

كما قال المخرج المكسيكى الرائع، المستفز فى إبداعه «جونزاليز ايناريتو»، إن الفيلم تم تصويره فى ظروف برد قارسة. إذن لم يمثل «ليو» الشعور بالبرد خلال الفيلم، ولو وضعنا أى أحد مكانه فى هذه الظروف الصعبة، لكان أدى هذه الحالة، فالدور يعتمد على الأداء لأن الكلام كان قليلا طوال الفيلم، فأقوى المشاهد، على سبيل المثال: «مشهد صراع الدب» و«قتل ابنه ودفنه حيا» ومشهد «أكله للأسماك النيئة»، كل هذه المشاهد، لم تكن مهارة تمثيلية، بل أفعال ينفذها ممثل بلا مشاعر. 

ولا يمكن أن أتكلم، ثم أنسى «إيناريتو»، كانت لقطاته وزواياه فى التصوير مستفزة، تجعلك تسأل: «كيف فعل ذلك؟»، لقد كان الرجل يلعب مع الجمهور، و«يتفذلك» أحيانا، لدرجة أنه لم يستخدم أي أضواء صناعية، كان الفيلم كله بالأضواء الطبيعية. 

هل نقسو على «ليو»؟ 

بحسب تصريحات مخرج الفيلم  «ايناريتو»، فإن «هناك عوائق كثيرة حدثت فى الكواليس، فالممثلون اضطروا إلى عدم ارتداء قفازات أو قبعات رغم شدة برودة الجو، إلى جانب اضطرار «ليو» أن يأكل كبد ثور حقيقي». لكن هذا لا يعطى مبررا، للحصول على أفضل جائزة فى التمثيل بالعالم، فلا علاقة -من المفترض- للجنة التحكيم بما يحدث الكواليس، إنما بالأداء على الشاشة، لكن يبدو أن اللجنة أعطته التمثال الذهبي تكريما على أعماله السابقة، بأثر رجعى، خصوصا عن فيلم «ذئب وول سترييت»، الذى أداه بإبداع لا نظير له، فقد كره الجمهور «ليو» نظرا لشخصية رجل الأعمال الطماع الجشع، الذى يفعل أى شيء لكسب المال فى سوق البورصة الأمريكى، لكن خطف منه الأوسكار وقتها فى ٢٠١٤ الممثل ماثيو ماكونهى. 

الأوسكار تقتل «ليو»

رغم أن «ليو ناردو دى كابريو» يتمتع بنجومية إعلامية كبيرة الآن، إلا أن هذه النجومية الإعلامية والجماهيرية ستخفت قريبا؛ بكل بساطة، لأن عدم حصوله على الأوسكار طوال الفترة السابقة، كان أفضل دعاية له، جعلت الجمهور يسانده ويدعمه، بل ويتعاطف معه أحيانا، لكن فوزه بالأوسكار الآن، هى نهاية المباراة؛ صفارة الحكم الأخيرة، ولن يتابع أحد باهتمام الممثل الذي كان مظلوما ولم يحصل على أوسكار. لقد كانت هذه أقوى نقطة عنده ينطلق من خلالها،  ويحقق من خلالها تعاطفا وجدلا كبيرا على مواقع التواصل وبين النقاد، لكن «ليو» الآن أصبح واحدا من ضمن الذين حصلوا على أوسكار، لا أكثر.




author-img

محمد محمود ثابت

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة